10- العلاج الدوائي:
إذا وجد المريض أن اتباع النظام الغذائي الصحيح والقيام بالتمارين الرياضية وإنقاص الوزن ليس كافياً للتحكم في مستوى السكر، فقد يكون في حاجة إلي علاج دوائي عن طريق الأنسولين أو الأقراص (حسب استشارة الطبيب).
كل المرضى المصابين بالنوع الأول من مرض السكر وبعض المصابين بالنوع الثاني في حاجة إلي العلاج بالأنسولين يومياً لتعويض النقص الذي يسببه البنكرياس.
لا يمكن تناول الأنسولين في شكل أقراص لأن أنزيمات المعدة تقوم بمهاجمته وتدمره ويصبح غير مؤثر علي الجسم، لذلك يجب تناوله عن طريق الحقن.
هناك أنواع من حقن الأنسولين، هناك نوع الحقن العادي (السرنجة) وهناك نوع آخر يتم إخراج الأنسولين عن طريق الضخ، ومن خلال آلة ضخ الأنسولين يمكن التحكم في كمية الأنسولين في كل مرة وتحديد الكمية المطلوبة وذلك يعتمد علي كمية الطعام الذي تم تناوله ونوع النشاط الذي يقوم به المريض ومستوى الجلوكوز. ولكن هذا النوع من الأنسولين لا يتم استخدامه إلا للأشخاص الذين يقومون بنشاطات مختلفة ويستطيعون التحكم في مستوى الجلوكوز بشكل جيد.
أكثر أنواع الأنسولين انتشاراً هو الأنسولين البشري المركب والذي يكون مطابقاً كيمائياً بشكل كبير مع جسم الإنسان وأنسجته ولكن يتم تحضيره معملياً. ومع ذلك فهو لا يقوم بوظيفة الأنسولين الطبيعي بشكل جيد.
- هناك أنواع أخرى من العلاج الدوائي تتضمن:
- عقاقير "Sulfonylurea":هذه الأنواع من العقاقير تقوم بتحفيز البنكرياس لإفراز كمية أكبر من الأنسولين بشكل طبيعي بدون العقاقير أو إن كانت كمية قليلة وذلك لتكون هذه العقاقير فعالة.
أكثر الأعراض الجانبية انتشاراً لهذا العقار هو انخفاض نسبة السكر في الدم، خاصة في بداية العلاج (الأربع شهور الأولي من العلاج) خاصة إذا كنت تعاني من بعض المشاكل في وظائف الكلى أو الكبد.
- عقار "Meglitinides": هذه الأنواع من العقاقير مثل (repaclinide -المادة الفعالة) تقوم بنفس عمل "sulfonylurea" ولكن بدون الأعراض الجانبية له أي بدون حدوث انخفاض كبير في نسبة السكر.
- عقار "Biguanides": المادة الفعالة (metformin) هذه الأنواع من العقاقير تقوم بمنع الكبد من إفراز الجلوكوز ، وذلك يعني أن الجسم يحتاج لكمية أنسولين أقل لأن كمية الجلوكوز أقل .
- عقار "Alpha-glucosidose inhibitors": هذه الأنواع تقوم بمنع تأثير الأنزيمات في الجهاز الهضمي والتي تقوم بتدمير الكربوهيدرات وبالتالي تقل عملية امتصاص السكر في مجرى الدم. وتمنع عملية ارتفاع نسبة السكر بعد تناول الطعام.
تتضمن الأعراض الجانبية لهذه العقاقير انتفاخ البطن، غازات، إسهال.
قد يحدث أيضاً بعض الأضرار في الكبد في حالة تناول جرعات زائدة.
- عقار"Thiazolidinediones": هذه الأنواع تجعل الجسم أكثر حساسية وتأثر بالأنسولين وتحد من الإفراز الزائد للجلوكوز عن طريق الكبد.
تتضمن الأعراض الجانبية لهذه العقاقير مثل (Rosiglitazone ,Pioglitazone,Hydrochloride) تورم الجسم (تضخم)، زيادة وزن الجسم، إرهاق. وقد تحدث أيضاً بعض الأضرار بالكبد.
لذلك ينصح الأطباء بعمل فحص علي الكبد كل شهرين أثناء السنة الأولي من بداية العلاج.
واستشارة الطبيب فوراً إذا لاحظت أي من علامات إصابة الكبد مثل الغثيان، القيء، آلام في البطن، فقدان الشهية، يصبح البول داكن اللون أو اصفرار لون الجلد وبياض لون العين.
- تركيبات العقاقير: استخدام أنواع مختلفة من العقاقير تساعدك في السيطرة علي مستوى السكر.
يمكن الجمع بين فئتين أو ثلاثة من هذه الفئات المختلفة (تحت إشراف الطبيب) لإعطاء أفضل النتائج.
* ملحوظة: هذه الأسماء التي تم ذكرها هي المادة الفعالة لبعض العقاقير وليس اسم العقار نفسه، ويجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي نوع عقار.
- زرع الأعضاء: ركز بعض الباحثين في العالم في الأعوام الأخيرة علي فكرة زرع الأعضاء عند بعض الأشخاص المصابين بالنوع الأول من مرض السكر:
زرع البنكرياس:
تم زرع البنكرياس منذ عام 1960، ومعظم هذه العمليات تمت مصاحبة لعملية زرع الكلى.
الفشل الكلوي هو من أهم المضاعفات التي تحدث عند مريض السكر، وعملية زرع البنكرياس قد تساعد في بقاء الكلي شبه سليمة.
في بعض عمليات زراعة الكلي الناجحة لدى الأشخاص المصابين بالسكر، قد لا يحتاجوا بعد ذلك لاستخدام الأنسولين ولكن نجاح هذه الأنواع من العمليات ليس مضموناً بشكل كبير.
قد يقوم جسم الإنسان برفض العضو الجديد عليه بعد أيام أو بعد سنوات من زراعته. وذلك يعني أنك ستحتاج تناول عقاقير لإخماد مناعة الجسم طوال العمر.
وهذه العقاقير لها أعراض جانبية خطيرة جداً، لذلك لا يجب زرع البنكرياس إلا في حالة حدوث مضاعفات كبيرة جداً بسبب الارتفاع المستمر للسكر في الدم وعدم التحكم فيه بأي نوع من العلاج.
* العناية الشخصية للمريض
- السيطرة علي السكر: يجب أن تلتزم بالسيطرة علي مستوى السكر، ومراقبته بشكل مستمر.
اتباع نظام غذائي جيد، ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري والحفاظ علي وزن الجسم الصحي.
- فحص سنوي شامل: يجب علي مريض السكر القيام بعمل فحص سنوي شامل بالإضافة إلي القياس الدوري لمستوى السكر.
وهي فرصة لاكتشاف أية مضاعفات تحدث في الجسم مبكراً وإمكانية السيطرة عليها مثل أمراض القلب أو الكلي.
- فحص العين سنوياً:منذ بداية ظهور أعراض السكر، تحدث أضرار عديدة بالعين. يجب أن تخبر طبيب العين أنك مريض سكر، وذلك لفحص أية أعراض عن إمكانية ظهور مياه بيضاء أو زرقاء أو أية أضرار قد تحدث في شبكية العين.
- زيارة طبيب الأسنان دورياً: يجب زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري، وذلك لأن أمراض اللثة وإصابات الفم عموماً تنتشر بشكل سريع بين مرضى السكر.
زيارة الطبيب باستمرار ، تنظيف الأسنان مرتين سنوياً عند الطبيب تحافظ علي عدم ظهور أي مشاكل في الفم والأسنان. بالإضافة إلي ذلك يجب تنظيف الأسنان مرتين في اليوم بالفرشاة واستشارة الطبيب في حالة وجود احمرار أو تورم في اللثة.
- أخذ التطعيمات اللازمة: لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم تضعف من جهاز المناعة في الجسم، فإن مريض السكر يكون معرض للإصابة بالفيروسات أكثر من الشخص العادي.
لذلك يمكن أخذ تطعيم ضد الأنفلونزا بشكل سنوي، وتطعيم ضد أمراض الرئة وأيضاً تطعيم دوري ضد التيتانوس. ويمكن استشارة الطبيب عن إمكانية أخذ تطعيم ضد فيروس الكبد الوبائي (B).
- العناية بالقدم: قد يؤدي السكر إلي تدمير أعصاب القدم والتي تؤدي إلي عدم الشعور بالألم في القدم. لذلك قد يصاب بأي إصابة في القدم دون الشعور بها.
وأيضاً يحدث بطء شديد في التئام الجروح عند مريض السكر وذلك نتيجة الضعف الذي يحدث في قوة تدفق الدم. ومن ثمَ يجب المحافظة علي القدم بشكل كبير وفحصها باستمرار وتجنب إصابتها.
يجب غسل القدم يومياً بماء دافئ، وتنشيفها جيداً واستخدام الكريمات المرطبة وتدليكها.
يقلل السكر في كمية العرق الذي يفرزه الجسم بشكل طبيعي، لذلك يجب مراعاة الجلد جيداً لأنه يكون في الغالب جاف ويسهل إصابته.
يجب ارتداء الجوارب الناعمة علي القدم، والأحذية المريحة للمريض المصنوعة من الجلد الخفيف للسماح بدخول الهواء للقدم.
- الإقلاع عن التدخين: التدخين بالنسبة لمريض السكر هو من أكثر العوامل التي تؤدي إلي الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. ويرفع التدخين أيضاً من فرص الإصابة بأمراض الكلى وتدمير الأعصاب.
- تجنب شرب الكحوليات: تقوم الكحوليات بمنع إفراز الجلوكوز من الكبد، وتؤدي إلي انخفاض معدل السكر بشكل كبير مما قد يؤدي إلي حدوث غيبوبة سكر.
إذا كنت تشرب الكحوليات، يمكنك تقليل الكمية التي تتناولها وتناول بعض المأكولات الخفيفة قبل الشرب.
- تناول الأسبرين يومياً: تناول الأسبرين يومياً (سواء أسبرين أطفال أو الأسبرين المغلف) يساعد علي خفض معدل إمكانية الإصابة بأزمة قلبية بنسبة 60%.
الإكثار من تناول الأسبرين قد يؤدي إلي حدوث قرحة في المعدة أو نزيف (لذلك يفضل استخدام الأسبرين المغلف).
يجب استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المسموح بها لك.
- مراقبة ضغط الدم: يعتبر المصابين بالسكر، هم أكثر الناس عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
وجود ارتفاع في ضغط الدم مع السكر يسبب العديد من الأمراض مثل أمراض الأوعية الدموية، أزمات القلب، السكتة الدماغية.
لذلك يجب اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية باستمرار لتجنب أية إصابات أو أمراض أخرى.
- السيطرة علي الضغوط العصبية: التعامل مع الضغوط العصبية يجعل التحكم في نسبة السكر والحفاظ علي صحتك من أصعب الأمور.
الضغوط العصبية قد تجعل الشخص يأكل الأشياء غير الصحية له وعدم ممارسة التمارين بانتظام أو عدم المحافظة علي العلاج الدوائي.
لذلك يجب السيطرة علي الضغوط العصبية، وإيجاد الحلول المناسبة لأي مشكلة، والتفكير بشكل هادئ في المشاكل اليومية التي تواجهه.
بعض التمارين الرياضية مثل اليوجا تساعد علي تهدئة الأعصاب والتخلص من الضغط العصبي.
مرض السكر من الأمراض التي قد تسبب مشاكل خطيرة ولكن يمكن السيطرة عليه ومتابعة الحياة بشكل طبيعي وصحي، وذلك بإتباع الإرشادات السابقة بدقة.
عودة