مضاعفات مرض السكر على شبكية العين
حوار مع الأستاذ الدكتور سعد أنس النجار
استشارى جراحة الشبكية والجسم الزجاجي وزميل كلية الجراحين الأمريكية، وزميل جراحة الشبكية والجسم الزجاجي بجامعة وسيكنسون، أستاذ جراحة العيون بجامعة إلينوى بشيكاغو.
يؤدى مرض السكر في كثير من الأحيان إلى كثير من المتاعب التي قد تنتهي في أحوال كثيرة بفقدان الإبصار، والحقيقة أن إهمال متابعة وعلاج مرض السكر هو الذي يؤدى إلى حدوث مثل هذه المضاعفات التي تؤدى في النهاية إلى فقد الإبصار .
ما هي الآثار الجانبية لمرض السكر على العين؟
إن لمرض السكر تأثيرات ومضاعفات كثيرة على العين، كل منها قد يسبب ضعف قوة الإبصار، وفى بعض الأحيان فقد الإبصار.
ومن هذه التأثيرات:
تأثيرات جانبية على الشبكية، أو ما يسمى بمرض الشبكية السكري، وقد تحدث نتيجة تلف في جدار الأوعية الدموية للشبكية، مما يسبب حدوث ارتشاح ونزف داخل العين، واستمرار حدوث مثل هذا الارتشاح يؤدى إلى تلف في الشبكية، وفى كثير من الأحيان تتكون أوعية دموية غير طبيعية على سطح الشبكية، وهذه الأوعية الدموية ضعيفة وعرضة لحدوث نزيف حاد.
كل هذه التغيرات إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب تؤدى إلى حدوث نزيف وفقدان الإبصار.
ومرضى السكر معرضون للإصابة بالمياه البيضاء (الكتاركتا)، وهي عتامة العدسة التي تؤدى إلى ضعف قوة الإبصار، ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد، فمرضي السكر عرضة للإصابة أيضاً بـ (الجلوكوما) المياه الزرقاء، أو ارتفاع ضغط العين المسبب لتلف العصب البصري، الشيء الذي يتطلب العلاج.
جدير بالذكر أن المياه الزرقاء (الجلوكوما) قد تصيب أي شخص, ولكن نسبة حدوثها تكون أعلى بكثير لدي مرضي السكر عنها في الأشخاص الآخرين.
هل كل مرضى السكر معرضون للإصابة بتغيرات الشبكية؟
يقول دكتور سعد النجار:
تزداد فرص الإصابة بمضاعفات مرض السكر وتأثيراته الجانبية على الشبكية بزيادة مدة الإصابة بمرض السكر، ولكن درجة ارتفاع السكر في الدم تؤثر على مقدار التغيرات فى الشبكية.
وفى دراسة تم تنظيمها بواسطة المعهد القومي للصحة بالولايات المتحدة الأمريكية وجد أن المرضى الذين يحافظون على مستوى السكر في الدم في المعدلات الطبيعية أقل تعرضاً للإصابة بمرض الشبكية السكري، بالمقارنة بالمرضى الذين يرتفع مستوى السكر عندهم عن المعدلات الطبيعية.. ومن ثم فإننا نطلب من جميع مرضى السكر متابعة معدل السكر في الدم والتأكد التام أنه يقرب من المعدل الطبيعي, وهو أقل من 120 أثناء الصيام، وأقل من 180 بعد الأكل, ويتم هذا بمعرفة وإشراف الطبيب الباطني المعالج المختص.
ما هي أعراض الإصابة بمرض الشبكية السكري؟
يجيب الدكتور سعد النجار:
في أغلب الأحيان ليست هناك أعراض في البداية, وقد لا يحدث تغير في قوة الإبصار حتى يصل المرض إلى مرحلة متقدمة، وبعدها يبدأ المريض في الإحساس بضعف في قوة الإبصار، عندما يبدأ الارتشاح في إتلاف مركز الإبصار بالشبكية, وقد يحدث فقدان مفاجئ في الإبصار نتيجة النزف الحاد في الشبكية والجسم الزجاجي .
كيف يتم التعرف على مرض الشبكية واكتشافه مبكراً قبل حدوث تلف الشبكية؟
يجب فحص مرضى السكر فحصاً دورياً بواسطة طبيب العيون المتخصص فى علاج أمراض الشبكية؛ للتأكد من عدم وجود تغيرات بشبكية العين, ويتطلب هذا الفحص وضع قطرة لتوسيع قاع العين لفحص الشبكية، ويكون الفحص سنوياً غالباً فى بادئ الأمر.
هل يمكن علاج تغيرات الشبكية الناتجة عن مرض السكر؟
يقول دكتور سعد النجار:
نعم.. يمكن علاج هذه التغيرات بواسطة جراح متخصص فى علاج أمراض الشبكية، وتعتمد طريقة العلاج على مرحلة المرض.. فيمكن علاج الارتشاح حول مركز الإبصار بعمل أشعة ليزر, وهي عبارة عن ضوء شديد يتم توجيهه بواسطة عدسة وجهاز خاص إلى أماكن الارتشاح وسدها, وكذلك يمكن علاج الأوعية الدموية غير الطبيعية التي تؤدى إلى حدوث النزف, وذلك بواسطة أشعة الليزر أيضاً.
جدير بالذكر أن الليزر ليس خالياً من المضاعفات والآثار الجانبية, ويجب أن يستخدم بواسطة أطباء مدربين تدريباً عالياً على استخدامه.
كيف يتم علاج النزف والارتشاح الناتجين عن مرض السكر؟
ليس هناك علاج يؤخذ بالفم يؤدى إلى علاج ارتشاح ونزف الشبكية والجسم الزجاجي، والعلاج الوحيد هو عمل الليزر، أما إذا كانت كمية النزيف كثيرة فإن العلاج الوحيد هو إجراء عملية جراحية لإزالة الجسم الزجاجي والنزف، وتوقيت مثل هذه العملية يعتمد على حالة الشبكية.
هل يتسبب مرض السكر في حدوث انفصال شبكي؟
نعم.. قد يحدث في بعض الحالات أن يتكون تليف على سطح الشبكية، الأمر الذي قد ينتهي إلى انفصال شبكي تليفي.
هل يمكن علاج مثل هذا الانفصال الشبكي؟
نعم.. يمكن علاج الانفصال الشبكي الناتج عن مرض السكر، ويتطلب هذا إزالة الجسم الزجاجي وإزالة التليف، ويتم إجراء مثل هذه الجراحة بواسطة جراح متخصص في جراحات الشبكية والجسم الزجاجي.
ويختتم الدكتور سعد النجار أستاذ جراحة الشبكية والجسم الزجاجي بجامعة إلينوى بشيكاغو كلامه قائلاً: "أهم نصيحة إلى مريض السكر.. أن يحافظ على مستوى السكر بالدم قريباً من المستوى الطبيعي بإشراف الطبيب الباطني المختص، وهي الطريقة الوحيدة والمثلي للوقاية من الإصابة بمضاعفات مرض السكر, وكذلك عن طريق الكشف الدوري على الشبكية وضغط العين للتأكد من سلامتها والعلاج المبكر إذا تتطلب الأمر.
قرنيات صناعية تعيد الأمل لملايين المكفوفين
13 يناير/gn4health
منذ أكثر من عشرين عاماً، وعلماء وأطباء البصريات يسعون وراء صنع قرنية بديلة لكل من فقد بصره نتيجة تورم وتهتك قرنية العين من خلال جرحها أو تعرضها لمضاعفات بعض الأمراض..
وبدأت تلك الأبحاث بمحاولة قيام بعض الأطباء منذ 20 عاماً تقريباً بزراعة وترقيع قرنية بديلة للمرضى الذين فقدوا بصرهم، إلا أن النتائج وقتها، أظهرت رفض جسم 25% من المرضى للجزء المنقول لهم من المتبرعين خلال خمس سنوات من العملية.
وتضاف إلى المشكلات التى كان المرضى يعانون منها، قلة القرنيات وقلة المتبرعين، ببنوك العيون، فالكثير من الناس يرفضون فكرة التبرع بأعينهم بعد وفاتهم، مما جعل العلماء يفكرون فى إيجاد البديل، ومحاولة إيجاد طرق جديدة لصناعة القرنية البديلة من مركبات كيميائية شبيهة للمواد الطبيعية لتقوم بعملية انعكاس الضوء بشكل سليم ومركز، وحتى لا يرفضها جسم المريض.
وأخيراً تحقق الحلم، ونجح علماء كنديون، متخصصون فى زراعة الخلايا، بالفعل فى تطوير القرنية الصناعية لتصبح مثل القرنية الطبيعية لتساعد ملايين البشر للتماثل للشفاء.
وقد أطلق العلماء الكنديون على هذه القرنية اسم (العدسات الذكية)، حيث إنها تشبه العدسة اللاصقة وهى مصنوعة من مزيج من "الكولاجين" والمركبات الكيميائية الشبيهة للمواد الطبيعية الموجودة بقرنية العين الطبيعية حتى لا تقوم عين المريض برفضها، ولتتمكن الخلايا المتهتكة من تجديد نفسها مرة أخرى بعد عملية الدمج التى أقيمت بشكل سليم.
وصرح الأطباء بأنه قد تم تطبيق هذه القرنية على العديد من الحيوانات، وجاءت النتائج مطمئنة للغاية، وأعطت للعلماء الأمل فى التقدم لإنتاج المزيد من العدسات الذكية "القرنيات" التى تناسب البشر، لتنير الظلام لملايين البشر من المكفوفين.
عودة